عملية الجنف أو تصحيح انحراف العمود الفقري:
العمود الفقري هو جزء أساسي من جسم الإنسان يلعب دورًا حيويًا في دعم الهيكل الجسدي وضمان وظائف الحركة. على الرغم من ذلك، يمكن أن تحدث مشكلات في العمود الفقري تستدعي التدخل الجراحي. إحدى هذه العمليات هي جراحة الجنف أو ما تسمى أيضًا عملية تصحيح انحراف العمود الفقري، والتي تهدف إلى تصحيح انحراف العمود الفقري وتحسين جودة حياة المرضى. في هذه المقالة، سنتناول مفهوم عمليات الجنف بمزيد من التفصيل، بدءًا من أسباب الاحتياج إلى العملية نفسها واستراتيجيات العناية بالمرضى بعد العملية.
– ما هو الجنف؟
الجنف هو مصطلح يُستخدم لوصف ميلان أو التواء أو انحراف العمود الفقري عن محوره الطبيعي. يمكن أن يكون هذا الانحراف نتيجة لأسباب متعددة بما في ذلك التشوهات الخلقية، الإجهاد الزائد على العمود الفقري، أو آثار الإصابات. ينجم عن الجنف عادةً ألم في منطقة الظهر، صعوبة في الحركة، وتشوهات ظاهرة في المظهر الخارجي.
– أهم أسباب الجنف:
1- التشوهات الخلقية: بعض الأفراد يمكن أن يولدوا بتشوهات في العمود الفقري تتطلب تدخلًا جراحيًا لتصحيحها.
2- التقدم في العمر: مع تقدم العمر، يمكن أن تزيد فرص حدوث الجنف بسبب اهتراء أو تلف الغضاريف والأنسجة المحيطة بالعمود الفقري.
3- الإصابات: الإصابات والصدمات القوية في الظهر يمكن أن تؤدي إلى انحراف العمود الفقري.
– تصنيف الجنف:
يتم تصنيف الجنف بناءً على طبيعة الانحراف ومكانه في العمود الفقري. أشهر أنواع الجنف تشمل:
1- الجنف القائم: هذا النوع من الجنف يحدث عندما يكون الانحراف طوليًا على طول العمود الفقري.
2- الجنف الجانبي: هنا، يكون الانحراف جانبيًا ويتسبب في منحنيات في العمود الفقري.
3- الجنف الزائف: يشير هذا المصطلح إلى الظاهرة التي تبدو وكأنها جنف، ولكنها ليست جنفاً فعليًا.
– العلامات والأعراض:
على الرغم من أن الأعراض يمكن أن تتفاوت بشدة، إلا أن الجنف يمكن أن يتسبب في مجموعة متنوعة من العلامات والأعراض، منها:
1- ألم في الظهر: الألم هو عرض شائع للجنف، وقد يكون حادًا أو مزمنًا.
2- صعوبة في الحركة: الأشخاص المصابون بالجنف قد يجدون صعوبة في القيام بتحركاتهم اليومية بشكل طبيعي.
3- تشوهات ظاهرية: قد تظهر لدى الأشخاص المصابين بالجنف تشوهات في المظهر الخارجي مثل انحناء في العمود الفقري.
– عمليات الجنف أو عمليات تصحيح انحراف العمود الفقري:
عندما يصبح الجنف مشكلة خطيرة تؤثر بشكل كبير على نوعية وجودة حياة المريض، يمكن أن تكون الجراحة الخيار الأمثل لها. هناك عدة إجراءات جراحية تستخدم لتصحيح الجنف، ومن أشهرها:
1- عمليات الجنف القائم: لتصحيح العمود الفقري في هذا الإجراء، يتم فتح الظهر بواسطة جراح مؤهل ويتم تصحيح الانحراف في العمود الفقري. يتضمن هذا الإجراء تثبيت الفقرات بواسطة جهاز تثبيت داخلي أو إطار خارجي لمساعدة العمود الفقري على التشكل بشكل صحيح. بعد الجراحة، يتطلب المريض عادة فترة طويلة من العلاج الطبي والتأهيل للعودة إلى الوظائف والحياة الطبيعية.
2- عمليات الجنف الجانبي: جراحة التثبيت بالمسامير. في حالات الجنف الجانبي، يمكن إجراء مداخلة جراحية لتثبيت الفقرات المتضررة باستخدام مسامير وألواح وصفائح جراحية. هذا الإجراء يهدف إلى استعادة توازن العمود الفقري وتقليل التشوهات.
3- حالات الجنف الزائف: التدابير التصحيحية. إذا كانت التشوهات غير حقيقية وتظهر وكأنها جنف زائف، يمكن حينها تقديم التدابير التصحيحية مثل العلاج الطبيعي أو العلاج الفيزيائي واستخدام أجهزة تقويم العمود الفقري لتحسين الموقف وتخفيف الألم.
– التحضير للجراحة:
قبل أي عملية جراحية، يجب على المريض الخضوع لتقييم شامل من قبل الجراح والفريق الطبي. يشمل هذا التقييم التحليلات المختبرية والصور الشعاعية لتحديد مدى خطورة الجنف وتحديد الإجراء الأمثل للحالة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المريض الالتزام بالإرشادات المسبقة للجراحة، مثل التوقف عن تناول الأدوية التي تؤثر على تخثر الدم والصيام عن الطعام قبل الجراحة و… إلخ.
– الإجراء الجراحي:
عمليات الجنف تختلف باختلاف حالة المريض ونوع الجنف. إلا أن العملية الجراحية عادة تشمل الخطوات التالية:
1- تخدير المريض: يتم تخدير المريض تمامًا خلال الجراحة لضمان عدم شعوره بالألم أثناء العملية.
2- القطع والتصحيح: يتم فتح الظهر والوصول إلى العمود الفقري، حيث يتم تصحيح الانحراف باستخدام تقنيات تثبيت الفقرات.
3- تثبيت الفقرات: يمكن استخدام مسامير وألواح جراحية لتثبيت الفقرات المتضررة وضمان استقرار العمود الفقري.
4- إغلاق الجرح: بعد الانتهاء من العملية، يتم إغلاق الجرح بعناية وتثبيته بالأغراض الطبية المناسبة.
– ما بعد الجراحة:
بعد العملية، يبقى المريض تحت المراقبة الطبية لمدة معينة حسب حالته للتأكد من أن الشفاء يجري بشكل صحيح. يمكن أن يستغرق وقتًا قبل أن يعود المريض إلى نشاطه اليومي العادي، ويمكن أن يتضمن العلاج مرحلة طويلة من العلاج الطبيعي والتأهيل الفيزيائي.
– المخاطر والمضاعفات المحتملة الجنف أو عملية تصحيح انحراف العمود الفقري:
على الرغم من أن عمليات الجنف تأتي بفوائد كبيرة للمريض ويمكن أن تكون فعالة في تصحيح الانحراف وتحسين نوعية الحياة، إلا أن هناك مخاطر ومضاعفات محتملة يجب أخذها بعين الاعتبار مثل أي عملية جراحية أخرى. تشمل هذه المضاعفات:
1- مضاعفات الجراحة: عمليات الجنف هي عمليات جراحية كبيرة، ويمكن أن تكون مصحوبة بمخاطر العمليات الجراحية بطبيعة الحال، مثل: العدوى الجراحية والتهاب الجرح ونزيف الجراحة أو حتى التحسس للمواد المستخدمة في الجراحة. يجب على الجراحين الرصد المستمر واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية من هذه المضاعفات.
2- ضغط الأعصاب والأوعية الدموية: تصحيح الجنف يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الأعصاب والأوعية الدموية في المنطقة المحيطة بالعمود الفقري. هذا يمكن أن يسبب ألماً وضيقاً.
3- تكون ندبات جراحية: بعد الجراحة، يمكن أن تتكون ندبات جراحية على الجلد. هذه الندبات يمكن أن تكون مؤقتة أو دائمة وتعتمد على عوامل عديدة بما في ذلك نوع العملية وتطور الشفاء.
4- مشاكل في التموضع: في بعض الحالات، يمكن أن يحدث تموضع غير صحيح بعد الجراحة، مما يؤدي إلى عدم تحقيق النتائج المرجوة. يجب مراقبة التموضع بعناية واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيحه.
– الرعاية بعد الجراحة:
بعد الجراحة، تكون الرعاية اللاحقة ذات أهمية قصوى. يجب على المرضى اتباع تعليمات الأطباء بعناية، والمشاركة في برنامج تأهيل مخصص لتعزيز الشفاء واستعادة الحركة الطبيعية. يجب تجنب الأنشطة البدنية الشاقة لفترة زمنية محددة، ويجب أخذ الأدوية الموصوفة بانتظام.
– التأهيل والعلاج الطبيعي أو المعالجة الفيزيائية:
بمجرد انتهاء العملية، يبدأ المريض في مرحلة التأهيل والعلاج الطبيعي أو المعالجة الفيزيائية. هذه المرحلة أساسية لتحسين نتائج العملية وضمان استعادة الحركة الطبيعية. تشمل أنشطة التأهيل:
1- جلسات العلاج الطبيعي أو المعالجة الفيزيائية لتقوية العضلات وتحسين التموضع.
2- تمارين متخصصة للحفاظ على مرونة العمود الفقري.
3- متابعة دورية من قبل الجراح للمراقبة وضمان تحقيق النتائج المرجوة.
– وفي النهاية:
عملية تصحيح الجنف هي إجراء جراحي كبير ومعقد وهام يستهدف تصحيح الانحراف في العمود الفقري وتحسين نوعية حياة المرضى، وتتطلب هذه العملية خبرة كبيرة وطويلة ودقة عالية ومن المهم جداً انتقاء جراح مؤهل ومتخصص في جراحة العمود الفقري لضمان أفضل النتائج. يمكن أن تكون هذه العمليات فعالة للغاية، ولكنها تتطلب انتباهاً كبيراً واستعداداً من قبل المريض والجراح.
🔹 الدكتور شهريار كيهاني
– أخصائي عالي جراحة جملة عصبية، دماغ وعمود فقري
– عضو هيئة علمية وتدريسية في جامعة بقية الله الأعظم في طهران
– عضو أساسي في جمعية جراحي الجملة العصبية في إيران
🇮🇷 إيران، طهران 🇮🇷
📲 للحصول على استشارة راسلني عبر واتساپ العيادة من خلال الرقم التالي:
+989203615098
أو اضغط على الرابط التالي لمراسلتي عبر واتساب:
جراحات الأعصاب، الدماغ والمخ، الأوعية الدماغية، قاعدة الجمجمة والعمود الفقري.
